صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/102

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٠٢ -
لواء القسطنطينية

تقدم في الآثار التي بالقسطنطينية ذكر لواء زعموا أنه من الألوية النبوية، وقد بينا هناك أن في هذه الآثار ما يحتمل أن يكون صحيحاً، وإنما توقفنا فيها لأنا لم نر لها ذكراً في رواية لأحد الثقات يمهد للنفس سبيل الاطمئنان إليها، ولم يفصح مؤرخو الترك عن لون هذا اللواء ولا ذكروا شيئاً من صفته ولا ما كتب عليه، وإنما يروون من خبره أن بني عثمان كانوا يحرصون عليه حرصهم على بقية الأمانات المباركة، وأنهم اضطروا إلى إخراجه ونشره في بعض الفتن ليتألفوا به الأمة كما حدث في قيام اليكيجرية على السلطان أحمد بن محمد المعروف بأحمد الثالث المتولي سنة ١١١٥ فإنه اضطر إلى إخراجه وركزه بباب القصر وبث المنادين في الأهالي بالاجتماع عنده ولكنه لم يوفق في قمع الفتنة وانتهى الأمر بخلعه، وحدث في قيام اليكيجرية عَلَى السلطان سليمان بن إبراهيم المتولي سنة ١٠٩٩ بسبب نفقة البيعة أن أحد التجار ممن نهبت أمتعتهم أراد أن يحتال في تأليب العامة عليهم فعمد إلى رمح عقد عليه شقة من البز الأبيض موهماً أنه اللواء النبوي أخرج من القصر، وتسامعت العامة به فتجمت والتفت حوله، ولما أراد السلطان محمود بن عبد الحميد الملقب بالثاني إبادة اليكيجرية وتخليص الدولة من أذاهم اضطر إلى إخراج اللواء من الأمانات ليقوي به نفوس شيعته ويكثر سوادهم بمن يلتفت من العامة حوله، قال المولى محمد أسعد قاضي القسطنطينية في كتابه (أس ظفر1) الذي ألفه بالتركية في هذه الحادثة


  1. اسم هذا الكتاب تاريخ بالجمل للحادثة أي سنة ١٢٤١ وقد طبع بالقسطنطينية سنة ١٢٤٣.