صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/104

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٠٤ -

فهدمت عليهم وكتب إلى الولايات بإبادتهم فأبيدوا عن آخرهم، وقد وهم البستاني في دائرة المعارف ومحمد فريد بك في تاريخ الدولة العلية العثمانية في زعمهما أن السلطان سار بنفسه مع جند المدفعية إلى آت ميدان وهو قول لم يقله أحد من مؤرخي الترك ولا سيما المشاهدين منهم للحادثة، والصواب أنه بقي بالقصر وأرسل الصدر الأعظم وشيخ الإسلام واللواء والجنود كما ذكرنا.

اللواء الذي سموه بمصر البيرق النبوي1

وهو عَلم كبير من الأعلام التي كانت بالقلعة أخرجه السيد عمر مكرم نقيب الأشراف للعامة عند قيامهم لدفع الفرنسيس عن القاهرة فسموه بالبيرق النبوي، والظاهر أن بعض قادتهم اختلق لهم ذلك ليزيد في تحمسهم فاعتقدوه، وملخص خبر هذه الواقعة أن الفرنسيس لما قصدوا الاستيلاء على مصر سنة ١٢١٣ كان عليها وال عثماني ليس له من الأمر شيء عَلَى عادة ولاتهم بها، وكان يحكمها كبيران من الجراكسة مشاركة وهما إبراهيم بك الكبير ومراد بك، والتصرف في أغلب الأمور لمراد بك، وكان أخرق رهقاً من شر أمرائهم وأضراهم بظلم الرعية وأجبنهم عند اللقاء، فمن مساويه في ذلك أنه خرج قبل مجيء الفرنسيس للتنزه في الريف أي الوجه البحري فعاث فيه وأفحش في القتل والنهب وإحراق القرى وتشتيت سكانها، ثم عاد إلى القاهرة ظافراً مملوء الوفاض بالغنائم بعد أن غادر أكثر قراه ببابا


  1. البيرق لفظ تركي وأصله في هذه اللغة بيراق أو بإيراق ومعناه اللواء والراية.