صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/18

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٨ -


وثلاثين وخمسمائة. والذي يظهر أنهما بقيا1 عندهم إلى انقضاء الخلافة من بغداد سنة ست وخمسين وستمائة، فإن مقدار ما بينهما مائة وإحدى وعشرون سنة، وهي مدة قريبة بالنسبة إلى ما تقدم من مدتهما». وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي عن البردة: «وكانت على المقتدر حين قتل وتلوثت بالدم، وأظن أنها فقدت في فتنة التتار. فإنا لله وإنا إليه راجعون». وفي خزانة الأدب للبغدادي عن كعب بن زهير: «فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم وأجازه بردته الشريفة التي بيعت بالثمن الجزيل، حتى بيعت في أيام المنصور الخليفة بمبلغ أربعين ألف درهم2، وبقيت في خزائن بني العباس إلى أن وصل المغول3 وجرى ما جرى والله أعلم بحقيقة الحال». قلت: والذي يؤيد بقاء البردة والقضيب عند الخلفاء إلى آخر مدتهم ببغداد ورود ذكرهما فيما تقدم من مدائح الشعراء إلى زمن الناصر بن المستضيء وذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء عن ابن الساعي أنه حضر مبايعة الخليفة


    الجيم. وسبب تسميته بذلك أنه ولد بمدينة سنجار فسماه والده بذلك أخذاً من اسم المدينة. والسلجوقي بفتح السين وسكون اللام وضم الجيم وسكون الواو وبعدها قاف، نسبة لجده الأعلى سلجوق بن دقاق (بضم الدال المهملة وبين القافين ألف وقد يقال تقاق بالتاء).

  1. في الأصل (أنها بقيت).
  2. المعروف أن الذي اشترى البردة الكعبية معاوية رضي الله عنه، والذي اشترى البردة الأيلية أبو العباس السفاح في قول كما تقدم، فذكر البغدادي المنصور سهو منه. والله أعلم.
  3. المغول بضمتين قوم هلاكو، وقد يقال المغل بلا واو. وهم من القبائل التورانية ويعدهم بعض المؤرخين من التتار، والأكثرون على أنهما جنسان متقاربان، وإنما غلب التعبير عنهم بالتتار في التواريخ العربية لأنهم استخدموا في غزوهم بلاد الإسلام كثيراً من التتار في جيوشهم.