صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/24

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٤ -

خاتم نقش يخصه إلى انقراض الخلافة من بغداد على ما أجمع عليه المؤرخون. غير أن المحكيّ في كتب السيرة من اختلاف الروايات في صفة الخاتم حمل ابن سيد الناس على أن يقول في سيرته باحتمال أن تكون خواتم متعددة. قلت: وعلى هذا فيحتمل أن يكون أحدها وصل إلى بني العباس فحفظوه تبركاً به وتشرفاً، وإن كان لكل خليفة منهم خاتم يختم به، عليه نقش يخصه.

وأما العمامة: فهي المسماة بالسحاب، وكان صلى الله عليه وسلم وهبها لعلي عليه السلام، ثم صارت بعد ذلك لبني العباس، وصرح باسمها البحتري في قوله في المهتدي بالله:

غدا المهتدي بالله والغيث ملحق
بأخلاقه أو داخل في عدادها
إمام إذا أمضى الأمور تتباعت
على سنن من قصدها وسدادها
متى يتعمم بالسحاب تلث على
كفي لها محتاز إرث اسودادها

قال أبو العلاء المعري في عبث الوليد عن هذا البيت: «المعنى أن بني العباس كان عندهم برد النبي وعمامته وأصحاب الأخبار يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي عمامته السحاب، وكذلك رووا أسماء للآلة التي كان يستعملها، فزعموا أن مقصه كان يسمى «الجامع» وقضيباً كان له يأخذه في يده: الممشوق، وكان له قدح من خشب يسمى النسعة1 فيما ذكروا، ونحو هذه الأشياء» ا.هـ.


  1. عبارة الحافظ مغلطاي في سيرته: «وقعب يسمى النسعة».