صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/26

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٦ -
هما وَرّثاك ذا الفقار وصيرا
إليك القضيب والرداء

ثم صار من بعده للمهتدي بالله وفيه يقول البحتري أيضاً من قصيدة:

وإن يتقلد ذا الفقار يضف إلى
شجاع قريش في الوغي وجوداها

وفي خبر آخر رواه المقريزي في خططه أن ذا الفقار وصمصامة1 عمرو بن معدي كرب الزبيدي وسيف الإمام الحسين عليه السلام ودرقة حمزة بن عبد المطلب وسيف جعفر الصادق (رضي الله عنهما) وسيوفاً أخرى لبعض الخلفاء الفاطميين كانت بخزانة السلاح الفاطمية بمصر، ثم نهبت وقسمت على الأمراء الذين ثاروا على المستنصر الفاطمي كبني حمدان وشاور وغيرهم. ا.هـ. فإن صح أن ذا الفقار كان منها كما ذكر فيحتمل أن يكون وصل إلى الفاطميين بالشراء من بعض تجار العراق بعذر من المهتدي، كما يحتمل أن يكون عاد إلى العباسيين بعد نهب خزانة السلاح الفاطمية. والله سبحانه وتعالى أعلم.


  1. الصمصامة بكسر فسكون ويقال: الصمصام أيضاً بلا تاء في آخره، سيف قاطع مشهور له أخبار يطول ذكرها وكان لعمرو بن معدي كرب الزبيدي، وذكره بعض أصحاب السير فيما صار إلى النبي صلى الله عليه وسلم من السيوف، والأكثرون على أن عَمراً أهداه إلى خالد بن سعيد بن العاص ثم وصل بعد ذلك إلى المهدي العباسي ثم صار لابنه الهادي ثم للرشيد، وفي الكامل لابن الأثير ما يدل على بقائه عندهم إلى زمن الواثق، وفي أخبار المتوكل أنه كان عنده فدفعه إلى باغر التركي فقتله باغر به لما غدر به الأتراك. قال ابن نباتة في سرح العيون: ومن عند باغر انقطع خبره. قلت: ثم انتقل بعد ذلك إلى الفاطميين بمصر حتى نهبت خزانة سلاحهم على ما ذكره المقريزي إن صح أنه كان بهذه الخزانة.