صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/40

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٠ -

المقريزي في وصفه، ثم ذكر نقله إلى قبة الغوري مع الآثار النبوية، بعد أن ذكر تشتت كتب هذه الخزانة، فقال: «ولم يبق منها إلا المصحف الكبير المكتوب بالخط الأول الكوفي المعروف بمصحف عثمان بن عفان، ويقال: إن القاضي الفاضل اشتراه بنيف وثلاثين ألف دينار، على أنه مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان في خزانة مفردة بجانب المحراب من غربيه، وعليه جلالة ومهابة، ولم يزل بها حتى خرب ما حول المدرسة المذكورة، وآل أمرها إلى التلاشي، فنقله السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري أجرى الله تعالى على يده الخيرات، وختم أعماله بالصالحات، كما نقل الآثار النبوية لاستيلاء السراق على القاطنين بمحلها، وعدم الأمن وخوف الضياع، إلى القبة التي أنشأها تجاه مدرسته الشريفة بقرب الأقباعيين1 داخل باب


  1. نسبة إلى بيع الأقباع جمع قبع، وهي كلمة مولدة كانت تطلق على نوع من القلانس والعرب تقول قبعة بضم القاف وفتح الباء المشددة والعين، وتطلقها في خرقة تخاط كالبرنس يلبسها الصبيان، وقد ذكر المقريزي في خططه سوق الأقباعيين وقال: إنه بخط تحت الربع خارج باب زويلة مما يلي الشارع المسلوك فيه إلى قنطرة الخرق إلى آخر ما ذكره، وهو وإن كان قريباً في الجملة من تلك الناحية فقد كان الأولى بالقسطلاني في التعريف بمكان المدرسة والقبة أن يقول بالشرابيشيين كما قال ابن الطولوني في عبارته المتقدمة، وسوق الشرابيشيين هذا ذكره المقريزي في خططه وموضعه الآن الجزء الذي به قبة الغوري وجامعه من شارع الغورية، وكانت تباع فيه الخلع وأنواع القلانس، وإنما قيل له سوق الشرابيشيين نسبة لبيع الشرابيش وواحدها شربوش وهو قلنسوة تشبه التاج كأنها شكل مثلث، ولما بطل استعمالها بقي السوق معروفًا بها إلى أن زال، ولما استعمل الناس في القرون الأخيرة القلنسوة المغربية الحمراء ذات العذبة المعروفة عند المغاربة بالشاشية سموها بالشربوش إلا أنهم أبدلوا شينه الأولى طاء فقالوا فيه: طربوش ومن شاء الوقوف على أصل لفظه وتاريخ حدوثه فليرجع إلى مقال لنا في ذلك نشرناه في صحيفة (الفتح) الصادرة في ٥ المحرم سنة ١٣٤٥ ومجلة الزهراء ص ٢٢ سنة ١٣٤٥.