صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/41

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤١ -

داخل باب زويلة والخرق1 من القاهرة المعزية». انتهى.

أما كون هذه الآثار التي ذكر ابن الطولوني والقسطلاني نقلها إلى القبة هي عين الآثار التي كانت بالرباط، فقد صرح به الشيخ شمس الدين محمد بن أبي السرور البكري في الكواكب السائرة في أخبار مصر والقاهرة، فقال في الباب الذي عقده لتعداد ما اختصت به مصر وأهلها من الفضائل ما نصه: «الحادي عشر اختصاصهم بوضع الآثار الشريفة النبوية بأرضهم وبلادهم، وهي قطعة من العَنَزة ومرود ومخصف وقطعة من القصعة، وضمَّ إليها أشياء من آثار الأولياء. قيل: إن الصاحب تاج الدين بن حِنا اشترى هذه الآثار الشريفة بستين ألف درهم، وجعلها في مكان بالمعشوق بالروضة2 على شاطئ النيل معروف، وقد نقل ذلك السلطان الغوري إلى مدفنه بالقاهرة. والله أعلم».

فيعلم من هذا أن الآثار الشريفة نقلت من رباطها إلى هذه القبة في أيام الغوري أي في أوائل القرن العاشر، غير أننا لم نقف فيما بأيدينا من النصوص على تعيين السنة التي نقلت فيها، ويغلب على الظن أنها مذكورة في المدة الضائعة من تاريخ ابن إياس المطبوع بمصر، وهي من أثناء سنة ٩٠٦، إلى آخر سنة ٩٢١، أما قول ابن إياس في حوادث


  1. تسمى هذه الجهة اليوم بباب الخلق باللام بدل الراء.
  2. هذا سهو منه، فإن البستان المسمى بالمعشوق، لم يكن بجزيرة الروضة بل بقرب بركة الحبش.