صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/54

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٤ -

فنقلهما بعد موته من مدرسته، والله أعلم. وسيأتي الكلام على هذه المدرسة وما كان بها من الآثار في هذا الفصل وفي فصل الشعرات الشريفة.

وقد زار المقري وأبو سالم العياشي هذا الأثر في القرن الحادي عشر وأبو العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي في أوائل القرن الثاني عشر، وأبو العباس أحمد الفاسي في أوائل الثالث عشر، فذكروا عدم ثبوت صحته، وأنه يُزار بُحسن النية فقط، وزاره في أوائل القرن الثاني عشر الشيخ عبد الغني النابلسي، ولكنه لم يعتمد فيه إلا على ما سمعه من الأفواه، وقد ذكره مرتين في رحلته «الحقيقة والحجاز» إحداهما بإسهاب في زيارته الأولى له، والثانية باختصار في زيارته الثانية عند خروجه من القاهرة للحج، فقال في الأولى: «ثم سِرنا إلى أن وصلنا إلى جامع السلطان قايتباي، وهو مكان معمور، وبأنواع الخير مغمور، فدخلنا إليه وزرنا قبر السلطان، وعليه قبة عظيمة، ذات جدران محكمة جسيمة، فوقفنا وقرأنا الفاتحة، ودعونا الله تعالى، وعند رأس القبر قدم النبي صلى الله عليه وسلم في صخرة موضوعة على كرسي، وعلى تلك الصخرة قبة لطيفة من خالص الفضة مطلية بالذهب والكتابة بالذهب حولها بالخط الحسن، وللقبة باب، ففتح لنا وزرنا القدم الشريفة، وقبلناها وتبركنا بها، وعند الجدار الشمالي قبر زوجة1 السلطان قايتباي، وعَلَى قبرها قدم الخليل إبراهيم


  1. لم يذكر أحد من المؤرخين فيما نعلم أن زوجته دفنت معه بالقبة، والمذكور أن الذي دفن معه ولده السلطان الملك الناصر أبو السعادات محمد، وإنما بجوار حجرة القبة حجرة سفلى بها بعض قبور شاع بين الناس أن زوجة السلطان مدفونة في إحداها، والذي يؤخذ من تاريخ ابن إياس أن المدفون بهذه الحجرة جاسم وأخوه جاني بك ابنا عم الناصر محمد بن قايتباي وأزبك الخاصكي، والثلاثة ممن قتل مع الناصر المذكور.