صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/57

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٧ -

مملوكية وعليها مكتوب مما قرأته ما مثاله ولم يعلم قائله:

تشوَّق حضرة السلطان أحمدْ
زيارة موطئ القدم المكرمْ
فحركه بجاذبة اشتياق
على إقدام أقدام فقدم
وسيّره إلى القسطنطنية1
فقال له تقدم خير مقدم
وأدخل داره باليمن حباً
وتعظيماً لصاحبه المعظم
حبيب الله سيدنَا محمدْ
عليه ربنا صلى وسلم
وأرجعه2بإعزاز عظيم
إلى تلقاء موضعه المقدّم
إلهي عمّر السلطان أحمد
وقدّمه عَلَى من تقدم
بحرمة صاحب القدم المعلَّى
إلى الدرجات في الأفلاك سلم

وتشرف بزيارته سنة ١٠٢٤ ا.هـ. ما ألفيته بحروفه». والذي ذكره من نقل السلطان أحمد للحجر غير مستبعد، فقد ذكرت التواريخ التركية أنه كان كثير التعظيم للآثار النبوية، حتى إنه نقش مثال القدم النبوية على صُرْغَوج عمامته ونقش معه بيتين بالتركية من نظمه، والصرغوج حلية كانت توضع على القلنسوة أو العمامة ولم تزل هذه القبة إلى اليوم على هذا الحجر، وهي قبة صغيرة قائمة على قاعدة مربعة مرفوعة على أربعة أعمدة والأبيات المذكورة منقوشة بالحفر في جوانب القاعدة، ولم تتيسر لنا قراءتها إلا بعناء بعد جلاء موضعها ومسحه، وكانت تظهر لنا في بعض


  1. قوله (وسيره) هو المنقوش على القبة كما رأيناه والذي في نسخ فتح المتعال التي اطلعنا عليها (وصيره) بالصاد، وقوله القسطنطنية هو بحذف الياء التي بعد الطاء الثانية لضرورة الوزن.
  2. هو المنقوش على القبة، والذي في نسخ فتح المتعال (وراجعه) وهو تحريف.