صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/110

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٠٤-

جبهتها الأرض ثم قالت بهدوء «أشفق يا رب وشدد جميع الأجنحة المتكسرة»

......................................

مات فارس كرامة وعانقت الأبدية روحه واسترجع التراب جسده، واستولى منصور بك على أمواله، وظلت ابنته أسيرة تعاستها ترى الحياة مأساة هائلة تمثلها المخاوف أمام عينيها.

أما أنا فكنت ضائعًا بين أحلامي وهواجسي، تنتابني الأيام والليالي مثلما تنتاب النسور والعقبان لحمان الفريسة، فكم حاولت أن أفقد ذاتي بين صفحات الكتب لعلني أستأنس بأخيلة الذين طواهم الدهر، وكم جربت أن أنسى حاضري لأعود بقراءة الأسفار إلى مسارح الأجيال الغابرة، فلم يُجْدِني كل ذلك نفعًا، بل كنت كمن يحاول إخماد النار بالزيت، لأنني لم أكن أرى من مواكب الأجيال