– ٦ –
وأصلُ الأمرِ في الكلامِ أنْ تَسْلَم من السَّقَطِ١ بالتحفُّظِ. ثم إنْ قدَرْتَ على بارع الصواب، فهو أفضل.
وأصلُ الأمر في المعيشة ألَّا تَنِيَ٢ عن طلب الحلال، وأنْ تُحْسِنَ التقدير لما تُفيدُ وما تُنْفِقُ. ولا يَغُرَّنْكَ من ذلك سَعَةٌ تكونُ فيها. فإِنَّ أعظم الناس في الدنيا خَطَرًا٣ أحوجُهُم إلى التقدير؛ والملوكُ أحوجُ إليهِ من السُّوقةِ٤ لأن السُّوقة قد تعيشُ بغيرِ مالٍ، والملوك لا قِوَام لهم إلَّا بالمالِ. ثم إنْ قَدَرْتَ على الرفق واللُّطْفِ في الطلب، والعلم بوجوه المطالب فهو أفضلُ.
∴
وأنا واعظُكَ في أشياءَ من الأخلاق اللطيفة والأمور الغامضة