صفحة:الأدب الكبير.pdf/43

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٥ –

فإنك قلَّما تقدِرُ على ردِّ رجلٍ عن طريقةٍ هو عليها بالمكابرة والمناقضة، وإنْ لم يكن ممن يجمحُ به عزُّ السلطان. ولكنَّك تقدر على أنْ تُعينه على أحسن رأيه، وتُسَدِّدَه فيه وتُزَيِّنَه، وتُقَوِّيه عليه. فإذا قَوِيتْ منه المحاسنُ، كانت هي التي تكفيك المساوئَ. وإذا استحكمتْ منه ناحية من الصواب، كان ذلك الصواب هو الذي يُبصِّره مواقع الخطأ بألطفَ من تبصيرك وأعدلَ من حُكمك في نفسه. فإنَّ الصوابَ يُؤيِّد بعضُه بعضا، ويدعو بعضه إلى بعض حتى تستحكمَ لصاحبه الأشياء، ويظهرَ عليها بتحكيم الرأي. فإذا كانت له مكانةٌ من الأصالة، اقتلع ذلك الخطأ كلَّه.

فاحفظ هذا البابَ وأحْكِمْه!