صفحة:الأدب الكبير.pdf/9

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

قال عبد الله بن المقفع:

إنَّا وَجَدْنا الناسَ قَبلَنا كانوا أعظمَ أجسامًا، وأوفرَ مع أجسامهم أحلامًا١، وأشدَّ قوةً، وأحسنَ بقوَّتهم للأُمور إِتقانًا؛ وأطوَلَ أعمارًا، وأفضلَ بأعْمارهم للأشياء اختيارًا٢. فكان صاحبُ الدِّين منهم أبلغَ في أمر الدِّين علمًا وعملًا من صاحب الدِّين منَّا، وكان صاحب الدنيا على مثل ذلك من البلاغة والفضل.

ووَجَدْناهم لم يرضَوْا بما فازُوا به من الفضْل الذي قُسِم لهم لأنفسهم حتى أشركونا معهم فيما أدركوا من علم الأولى والآخرة، فكتبوا به الكُتب الباقية، وضربوا الأمثال الشافية، وكفَوْنَا به مؤونة٣ التجارب والفِطَن.

وبَلَغَ من اهتمامهم بذلك أنَّ الرجل منهم كان يُفتَحُ له


  1. أي عقولًا وألبابًا.
  2. وفي ش: اختبارًا.
  3. أي تحملوا عنا الكلفة والتعب والعناء.