صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/100

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٤

بصوت هائل (تعالوا، تعالوا أيها الناس، فهنا العرس وهذا العريس، هلموا لنريكم مضجعنا الناعم، استيقظوا أيها النيام وانتبهوا أيها السكارى وأسرعوا لنريكم أسرار الحب والموت والحياة)

تموج صراخ العروس في زوايا ذلك المنزل حاملًا كلماتها إلى آذان المحتفلين المغبوطين، فارتعشت أرواحهم، وأَصْغَوْا هنيهة كأن الصحوَ قد باغت نشوتهم، ثم تراكضوا مسرعين من أبواب المنزل ومخارجه وساروا ملتفتين يمينًا وشمالًا حتى إذا ما رأوا جثة المصروع والعروس الجاثية بقربها تَراجَعُوا مذعورين إلى الوراء ولا أحد منهم يجسر على استقصاء الخبر كأن منظر الدماء المنبعثة من صدر القتيل ولمعان الخنجر في يد العروس قد عقد ألسنتهم وأجمد الحياة في أجسادهم