صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يتصور بامير هذه الحكاية اما بر بر اغا في طرابلس واما الجزار في عكا وأما ابرهيم باشا المصري في سوريا ، ولا يتصور قاضياً من قضاة هذا العصر يقول ما يقوله الامير ولكن متى تأمل القارئ بنتيجة عدالة هذه الايام ومتى رأى كثيرًا من القتلة وسفاكي الدماء يسرحون ويمرحون وكثيرًا من البائسين المساكين يثنون في ظلمات السجون متى رأى المجرم الكبير حرا والمجرم الصغير مقيدا مسجونا عند ذلك يرى ان جبران لم يصور في أحكامه الا الحقيقة الحاضرة في ايامنا هذه انما بثوب غير ثوبها الرياني الشفاف من الالفاظ . هي حكاية حسنة لكنها في عرف الاكثرين مخيفة - مخيفة لان الحقيقة التي تتخذ لها من اطار هذا العصر وظلمه ثوباً اسود تكون مخيفة ومزعجة للذين يعيشون في ظل الغباوة اما حكاية مضجع العروس فتروي ان عروستها اكثر تمردا من ابطال سائر الروايات لانها كسرت القيود الظالمة والضالة قبل ان تفرغ يد الجامعة من حبكها . وفضلت الموت مع حبيبها على البقاء مع الرجل الذي اختاره الكذب