صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/116

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٠٠١

قالت هذه الكلمات وانتصبت واقفة وفتحت الكوة وأصغت دقيقة ثم قالت «قد سمعت الصراخ ثانية يا أماه»

فأجابت الأم وقد أسرعت مرتاعة نحو النافذة (وأنا قد سمعت أيضًا … تعالَيْ نفتح الباب وننظر … أوصِدِي النافذة كي لا تطفئ الريح السراج)

قالت هذا والتفَّت برداءٍ طويل وفتحت الباب وخرجت بقدم ثابتة وبقيت مريم واقفة في الباب والهواء يتلاعب بجدائل شعرها.

مشت راحيل بضع خطوات فالحة الثلج بقدميها ثم وقفت ونادت(من الصارخ = أين المستغيث) فلم يجبها أحد ثم رددت كلماتها هذه ثانية وثالثة وإذ لم تسمع غير صراخ الزوبعة تقدمت إلى الأمام بشجاعة ملتفتة إلى كل ناحية حاجبة وجهها من تموجات الريح العنيفة، ولم تسر