صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/126

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٠١١

التي يبيعها الرئيس بأموال المؤمنين والبسطاء. خرجت مطرودًا كالأبرص القذر؛ لأنني رددت على مسامع القسس والرهبان آيات الكتاب الذي جعلهم قسسًا ورهبانًا»

وسكت الشاب وظلت راحيل ومريم ناظرتين إليه مستغربتين كلامه محدقتين بوجهه الجميل الحزين متلفتتين بين الآونة والأخرى إلى بعضهما كأنهما تتساءلان بالسكينة عن الأسباب الغريبة التي جاءت به إليهما، حتى إذا ما نمت محبة الاستقصاء في قلب الوالدة نظرت إليه بانعطاف وسألته قائلة «أين أبوك وأمك يا أخي؟ هل هما حيان»

فأجاب الشاب والغصات الموجعة تقطع ألفاظه: ليس لي أب ولا أم ولا أخت ولا مسقط رأس.

فتنهدت راحيل متأثرة وحولت مريم وجهها نحو