صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/13

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

صعب على فتى ايامنا هذه ان يصدق كل ما يحكى عن استبداد بعض الاعيان والكهان في الشعوب التي سبقها الزمان في سيره فرتمت وهي في العصر العشرين في العصور الغابرة المظلمة. صعب على الواقف في النور ان يرى الاشباح المنسابة في اعماق الظلمة . وصعب على المستيقظ ان يروي حقيقة الاحلام المزعجة . ولكن بين فتيان هذه الايام شيوخ عاشوا في النصف الأول من القرن التاسع عشر . فمن يتهم جبران بالمبالغة والغلو عليه ان يسأل اولئك الفتيان الذين بيض الدهر مفارقهم فيسمع ما يذيب النفس ويدمي الفواد وهكذا يرى القارئ اللبيب ان كتاب الارواح المتمردة الذي يجتمع فيه المجنون بالعاقل والمتمرد بالمطيع والمظلوم بالظالم والساقطة بالفاضلة والعاشق بالخلي هو الجدار الثاني من بيت يبنيه جبران وكانت عرائس المروج جداره الأول وعلى جدران هذا البيت يحاول الكاتب الذي ذكاء لبنان الى اجتهاد الولايات المتحدة وافكار الفيلسوف القاسية جمع والمرجفة الى الفاظ المصور الرقيقة والموسيقية ان يرسم