صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/147

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣١

العذاب والسخرية من أجل هذه الحقيقة التي أيقظتها السماء في صدري. أَوَلَمْ أقل للرهبان بأن السعادة هي مشيئة الله في الإنسان؟ إذًا ما هذا الخوف، ولماذا أغمض عيني وأحول وجهي عن النور المنبعث من عيني هذه الصبية؟ أنا مطرود وهي فقيرة ولكن أبِالخُبز وحده يحيا الإنسان؟ أوليست الحياة دينًا ووفاء؟ أَوَلسنا بين العوز واليسر كالأشجار بين الشتاء والصيف؟ ولكن ماذا تقول راحيل إذا علمت بأن روح الفتى المطرود من الدير وروح ابنتها الوحيدة قد تفاهمتا في السكينة واقتربتا من دائرة النور الأعلى؟ وماذا تفعل يا ترى إذا مادَرَتْ بأن الشاب الذي خلصته من مخالب الموت يريد أن يكون رفيقًا لابنتها؟ وماذا يقول سكان هذه القرية البسطاء إذا ما علموا بأن فتى رُبِّيَ في الدير وخرج منه مطرودًا فجاء قريتهم لكي يعيش بقرب صبية جميلة؟