صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/164

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤٨

أمامنا وأمام هذا الجمع الساخر بك، فنغفر لك ونجعلك راعيًا للبقر مثلما كنت في الدير)

فأجاب الشاب بهدوء: (إن المجرم لا يحاكمه المجرمون والكافر الشرير لا يدافع عن نفسه أمام الخطاة)

قال هذه الكلمات والتفت نحو الجمع المزدحم في تلك القاعة الوسيعة وبصوت جهوري يشابه رنين الأجراس الفضية ناداهم قائلًا: «أيها الإخوة، إن الرجل الذي أقامه خضوعكم واستسلامكم سيدًا على حقولكم قد أحضرني مكتوفًا ليحاكمني أمامكم في هذا القصر المبني فوق بقايا آبائكم وجدودكم، والرجل الذي جعله إيمانكم كاهنًا في كنيستكم قد جاءني ليدينني، ويساعد على تعذيبي وإذلالي. أما أنتم فقد تراكضتم مسرعين من كل ناحية لكي تنظروني متألمًا وتسمعوني مستغيثًا مسترحمًا، قد تركتم جوانب المواقد الدافئة لتشاهدوا ابنكم وأخاكم مكتوفا مُهانًا، قد أسرعتم لتروا الفريسة المتوجعة بين مخالب الكواسر، قد جئتم لتنظروا المجرم الكافر واقفًا أمام القضاة، أنا هو