صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/168

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥٢

إلى أكواخكم ولا تجدون سوى الخبز اليابس والماء العكر. أم في الليل عندما تطرحكم المتاعب على الأَسِرَّةِ الحجرية فتنامون قلقين ولا يكتحل النعاس أجفانكم إلا وتهبون خائفين متوهمين صوت الشيخ يرن في آذانكم.. وفي أي فصل من السنة لا تندب قلوبكم متحسرة.أفي الربيع عندما ترتدي الطبيعة حُلَّةً جديدة فتخرجون لمشاهدتها بأطمار بالية ممزقة. أم في الصيف عندما تحصدون الزرع وتجمعون الأغمار على البيادر وتملأون أهراء سيدكم الظلوم بالغلة ولا تحصلون لقاء أتعابكم على غير التبن والزوان. أم في الخريف عندما تجنون الأثمار وتعصرون العنب ولا يكون نصيبكم منها سوى الخل والبلوط أم في الشتاء عندما يضطهدكم الفضاء ويطردكم البرد والزمهرير إلى الأكواخ الملتحفة بالثلوج، فتجلسون بجانب المواقد متأففين خائفين غضب الزوابع والعواصف .هذه هي حياتكم أيها الفقراء، هذا هو الليل المخيِّم على أرواحكم أيها التعساء، هذه هي أشباح ذُلِّكُم وشقائكم أيها المساكين، هذا هو الصراخ