١٦٥ منذ خمس سنوات ) فشهقت راحيل عندما سمعت هذه الكلمات وارتعشت متوجعة كمن ادرك مرا هائلا . والتفتت نحو الجمع وصرخت باعلى صوتها : ) هل سيتم القاتل يعترف بجريمته لي ساعة غضبه الا تذكرون بان زوخي اند وجد قتيلا في الحقل وقد بحثتم عن النمائل فلم تجدوه لانه كان مختباً وراء هذه الجدران . الا تذكرون بان زوجي كان رجلا شجاعاً . اما سمعتموه متكلما عن مكاره الشيخ عباس منددا باعماله متمردا على قساوته . ها قد ا بانت السماء قاتل جاركم واخيكم واوقفته أمامكم فانظروا اليه واقراوا جريمته مكتوبة على وجهه المصفر . انظروه متململا جازعا . تاملوا كيف قد ستر وجهه بيديه كيلا برى عيونكم محدقة به . انظروا السيد القوي ترتجفا كالقصبة المرضوضة أنظروا الجبار العظيم مرتاعا امامكم كالعبد الخاطئ . ان الله قد اراكم على حين غفلة خفايا هذا القاتل الذي تخافونه وابان لكم النفس الشريرة التي جعلتني ارملة بين نسائكم وتركت ابنتي يتيمة بين ابنائكم ) و بينما راحيل تتكلم صارخة والفاظها تنقض كالصواعق على راس الشيح عباس وضجيج الرجال وزفرات النساء لتموج كشعلات النار والكبريت حول دماغه وقف الكاهن واخذ بساعده واجلسه
صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/181
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.