صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/48

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٢

الكبير المزين بالنقوش والتماثيل، فهو منزل امرأة جميلة الوجه خبيثة النفس قد مات زوجها الأول، فاستأثرت بأمواله وأملاكه ثم اختارت من بين الرجال رجلًا ضعيف الجسم والإرادة، واتخذته بعلًا لتحتمي باسمه من ألسنة الناس وتدافع بوجوده عن منكَراتها، وهي الآن بين مريديها كالنحلة تمتص من الزهور ما كان حلوًا ولذيذًا، وانظر إلى تلك الدار ذات الأروقة الوسيعة والقناطر البديعة، فهي مسكن رجل مادي الأميال كثير المشاغل والمطامع وله زوجة كل ما في جسدها جميل وحسن، وكل ما في روحها حلو ولطيف، وقد تمازجت في شخصها عناصر النفس بدقائق الجسد مثلما تتآلف في الشِّعر نغمة الوزن برقة المعاني، فهي قد كونت لتعيش بالحب وتموت به، لكنها كالكثيرات من بنات جنسها قد جنى عليها