صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/54

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٨

إذ ذاك عابر الطريق بجانب قبري ويُلقي عليه السلام قائلًا: ههنا رقدت وردة الهاني التي حررت عواطفها من عبودية الشرائع البشرية الفاسدة لتحيا بناموس المحبة الشريفة، وحوَّلت وجهها نحو الشمس كي لا ترى ظل جسدها بين الجماجم والأشواك»

*•*•*

ولم تَنْتَهِ السيدة وردة من كلامها حتى فُتح الباب، ودخل علينا فتى نحيل القوام جميل الوجه تنسكب من عينيه أشعة سحرية، وتسيل على شفتيه ابتسامة لطيفة، فوقفت السيدة وردة وأمسكت بذراعه بانعطاف كلي وقدمته إليَّ بعد أن لفظت اسمي مذيلًا بكلمة لطيفة واسمه مشفوعًا بنظرة معنوية؛ فعرفت بأنه ذلك الشاب الذي أنكرت العالم وخالفت الشرائع والتقاليد من أجله، ثم جلسنا جميعًا