صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/56

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٠

تأثيرات نفسي وخرجت من ذلك المنزل الحقير الذي جعلته العواطف هيكلًا للحب والوفاق، وسرت بين تلك القصور والمنازل التي أظهرت لي خفاياها السيدة وردة مفكرًا بحديثها، وبكل ما ينطوي تحته من المبادئ والنتائج، لكنني لم أبلغ أطراف ذلك الحي حتى تذكرت رشيد بك نعمان فتمثَّلت لبصيرتي لوعة قنوطه وشقائه، فقلت في ذاتي: «هو تعس مظلوم ولكن هل تسمعه السماء إذا وقف أمامها متظلمًا شاكيًا وردة الهاني؟ هل جَنَتْ عليه تلك المرأة عندما تركته واتبعت حرية نفسها أم هو الذي جنى عليها عندما أخضع جسدها بالزواج قبل أن يستميل روحها بالمحبة؟ فمن هو الظالم من الاثنين ومن هو المظلوم. ومن هو المجرم ومن هو البريء يا ترى؟» ثم عدت قائلًا لذاتي مستفتيًا أخبار الأيام مستقصيًا ( حوادثها كثيرًا ما أباح الغرور