صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/6

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الشكل الحاضر. وجبران خليل جبران كاتب هذا الكتاب هو مثل قارئ هذه السطور إنسان قد سمع ورأى الشكاوى والتذمرات وتأثر أيضاً في دوره واشتكى وتذمر. فخطرت بباله طرق عديدة لإصلاح ما يتمرمر الناس منه ووضع منذ مدة قريبة كتاباً دعاه عرائس المروج ثم أضاف الآن إليه حلقة ثانية في كتاب الأرواح المتمردة. وألقى عليَّ مسئولية النظر في كتابه الثاني كما كلفني مثل هذا الحمل الثقيل في كتابه الأول على رغم ما اشعر واعترف به من العجز عن الأتيان بشيء مفيد من موضوع لا يكتفي بالنظر السطحي إليه بل يقتضي الدرس والتفكير مدة الليالي الطويلة التي نتج هذا الكتاب عن طول السهر فيها جميع التعاليم الجديدة تموت إن كان مصدرها الخيال والوهم وتحيا إذا كانت منبثقة من سر خفي من أسرار القلب البشري وكانت صدى العاطفة الوضعية التي أوجدها الله في النفس من حينما خلق النفس وصورت للناس بكلام