صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/64

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٨

في يده»

فتحرك الأمير غضبًا فوق عرشه، وتطايرت سهام الحنق من عينيه، وصرخ بأعلى صوته قائلًا: «أرجعوه إلى الظلمة، وأثقلوا جسده بالقيود وعندما يجيء فجر الغد اضربوا عنقه بحد سيفه، ثم اطرحوا جثته في البَرِّيَّةِ؛ لتجردها العقبان والضواري، وتحمل الرياح رائحة نتانتها إلى أنوف أهله ومحبيه.»

أرجَعُوا الشاب إلى السجن والناس يتبعونه بنظرات الأسف والتنهيدات العميقة؛ لأنه كان فتى في ربيع العمر حسن المظاهر قوي البنية.

وخرج الجنديان ثانية من السجن يقودان صبية جميلة الوجه ضعيفة الجسد، قد وشح معانيها اصفرار اليأس والقنوط، وغمرت عينيها العبرات، وألوت عنقها الندامة والحسرة.

فنظر إليها الأمير قائلًا: «وما فعلت هذه الامرأة