صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/88

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٢

جدران سجنه السوداء. وتتلفت بين الآونة والأخرى نحو زاوية من زوايا تلك القاعة حيث جلس فتى في العشرين من عمره منفردًا عن الناس المغبوطين انفراد الطائر الجريح عن سربه، مكبلًا زنديه على صدره كأنه يحول بهما بين قلبه والفرار محدقًا بشيء غير منظور في فضاء تلك القاعة كأن ذاته المعنوية قد انفصلت عن ذاته الحسية وسبحت في الخلاء متبعة أشباح الدجى.

انتصف الليلُ وتعاظمت غبطة الجماعة حتى صارت ثورة، واختمرت أدمغتهم حتى تلجلجت ألسنتهم، فقام العريس من مكانه وهو كهل خشن المظاهر وقد تغلب السكر على حواسه وطاف يتكلف اللطف والرقة بين الناس.

في تلك الدقيقة أومأت العروس إلى صبية أن