صفحة:الأصمعي حياته وآثاره (1955) - عبد الجبار الجومرد.pdf/16

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النخل الموجود عندهم بغزارة ولم تختلف الصناعة في البصرة عنها في الشام و بغداد نشاطاً وجودة واتقانا

بيد ان هذه الخيرات الطبيعية والأرباح التجارية والصناعية الوافرة لم تكن موزعة بانتظام على سائر طبقات السكان ؛ ولكنها كانت تفيض على البعض اليسير منها، وتتضاءل في سواد الشعب حيث يكون الوسط ثم الفقر والتسول ومع ذلك، فقد كانت البصرة خيراً غيرها من المدن الأخرى لسهولة العيش ورخص الحاجات فيها وقد وصفها احد الزائرين من لها في تلك الأيام فقـال « هي خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس اما الجائع فيأكل خبز الارزة والصحناءة فلا ينفق في الشهر

أكثر من درهمين ؛ وامـا الغريب فيمكن أن يتزوج بجزء من الدرهم، واما المحتاج فلا عليه غائلة ما بقيت له معدة تأكل١ »

فكان من نتيجة سوء توزيع الثروة هذا ان وجد في المجتمع البصري طبقات اسرفت في التأنق والترف، فبنت في قصورهـا اجنحة متعددة خصص بعضها حرماً للأسرة، وجعل البعض الآخر للضيوف والمجالس ؛ واعتنوا بتأثيث هذه الدور وتنسيق حدائقها، وركبوا في المواكب الضخمة من الجياد والبراذين البيض والسلاح المحلي بالذهب والفضة وأنواع الزينة والألبسة الفاخرة

وكان الشعار السائد في لباس الرجال — يومئذ — العامة العربية المكورة، أو القلنسوة الفارسية الضخمة، والجبب الملونة، والثياب المصنوعة في مصر او اليمن المنسوجة من الكتاب والقطن الفاخر أو الصوف الناعم والمطرزة

أحيانًا بخيوط دقيقة من الفضة او الذهب، والنعال العربية او « السيرية »


  1. معجم البلدان : البصرة.
- ۱۸ -