صفحة:الأصمعي حياته وآثاره (1955) - عبد الجبار الجومرد.pdf/17

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الفارسية، والجوارب القطنية أو الحريرية او الصوفية المغلقة من أطرافها بالجلد الرقيق واما النساء هذه الأسر الموسرة فكن يقلدن الدمشقيات ثم البغداديات بزينتهن، من غلائل حريرية رقيقة، وثياب من الدمقس، وعصابات في الرأس مزركشة باللؤلؤ والجوهر، واحذية خفيفة تنسج أحياناً بخيوط معدنية لامعة

وكان في البصرة، كما في غيرها من أمهات المدن، أسواق عــامرة لبيع الرقيق الأبيض والأسود والأصفر ؛ وفيهن الجواري الحسان اللاتي يؤتى بهن من البلاد المفتوحة حرباً، أو من المولدات في بعض الأقطار الإسلامية للتجارة والربح وتكاد لا تخلو اسرة غنية في البصرة من جارية او عدة جوار على اختلاف اجناسهن من تركية او رومية بيضاء أو صينية صفراء أو حبشية سوداء، يشترين لأجل الخدمة أو التسري كعادة ذلك العصر وأسواق أخرى لبيع العبيد من الرجال المجلوبين من بلاد السودان والنوبة والحبشة لأجل العمل والخدمة الحقول والمزارع وقد كثر عدد هؤلاء في البصرة في العصرين الأول والثاني العباسيين الى حد كبير فكان لهم فيها بعد شأن تاريخي خطير١ الحركة الفكرية بجانب ذلك التقدم العمراني والاجتماعي والانتعاش الاقتصادي، نشطت في البصرة حركة فكرية، اتسعت على مدى الأيام وتضخمت فكانت احدى القواعد الرئيسية لمرح الحضارة العلمية والأدبية الإسلامية التي

نعيش اليوم على تراثها الخالد ولم تنافس البصرة في هذا المجال – يومئذ –


  1. انظر ثورة الزنج في تاريخ الطبري وغيره في القرن الثالث الهجري.
– ۱۹ –