صفحة:الأصمعي حياته وآثاره (1955) - عبد الجبار الجومرد.pdf/24

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

طلاب العلم لتحصيلهم ودراستهم ، الا ما كان على يعطف على العلم والعلماء ولم يدفع سبيل الهدية والاكرام يقدمه الأغنياء منهم لأساتذتهم في المناسبات ؛ على الأكبر من أولئك الاساتذة كانوا يزهدون حتى بهذا النوع من بثوابهم الديني وبما يصيبونه من احترام واجلال في مجتمعهم . والقليل من أولئك الشيوخ من يتقبل الهدية والمنحة من طلابه(1) كانت هذه المجموعة الضخمة من العلماء والمتعلمين والمستمعين - في صحن المسجد في حركة مستمرة وجهد متواصل في سبيل البحث والحصول على المزيد من الفوائد الفكرية التي يعثرون عليها عند بعضهم ، او التي يفتشون عنها في خارج المسجد قاصدين منازل الأعراب المجاورة لمدينة البصرة ، أو في سوق المربد ، أو عند القبائل القاطنة في فيافي الجزيرة العربية ، كما يبحث جناة « الكمأة » عنها في مواطنها المخصبة وكان اقرب المصادر الى هؤلاء الباحثين عن اللغة والأدب هي الأعراب الذين استوطنوا في اطراف مدينة البصرة ، الفصيح والعالم والراوية ؛ وكانوا لا يبخلون على علماء المسجد وطلابه باعطائهم وعددهم كثير ، وفيهم ما لديهم من تلك الفوائد التي يحتفظون بها ويتوارثونها من أسلافهم لأجل تدوينها وحفظها والانتفاع بها ان القسم العطاء ، عنا (۱) انظر كتاب البخلاء للجاحظ . 6 وأما الصحراء « سوق المريد » فتقع على بعد ثلاثة أميال من البصرة ، نحو وكان هذا السوق ، في أول امره ، أرضاً خلاء ينزلها الأعراب القادمون من الصحراء ليتصلوا بمن يتعاملون معهم من تجار البصرة ، فيبيعونهم انتاج مواشيهم ، ويشترون منهم ما يحتاجون اليه في بواديهم النائية - ٢٦ - منازل 6