صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/123

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٠٥
الأمثال العامية

٥۸۹ - «إِنْ سَمُّوكْ حَرَامِي شّرْشَرْ مَنْجَلَكْ»
الحرامي: اللص، أي إن رموك بالسرقة زورًا وبهتانًا فعليك بشحذ منجك واغتنام ما عندهم، فإن تعفّفك لايبرئك ما داموا على هذا الاعتقاد. يضرب لمن يرمى بأمر ليس فيه فتضطره كثرة اللجاجة إلى ركوبه.
٥۹۰ - «إِنْ شَاءَ الله إللِّي خَدْهَا يِنْدِبِحْ بِهَا قَالْ إيشْ عَرَّفَكْ إنَّها سِكّينَة»
يروون فيه أنَّ لصًّا سرق سكينًا وسمع صاحبها يقول: قد سرق منّي شيء، فقال لنفسه: عسى أن يذبح بها من سرقها، فدلّ على أنّه السارق. يضرب في قبح زلّات اللسان، وقد يختصرونه ويقتصرون على قولهم: (أيش عرّفك إنّها سكّينةْ) وسيأتي ولكن لا يتّضح معناه إلّا بما هنا.
٥٩١ - «إِنْ شُفتْ أَعْمَى دِبُّهْ وِخُدْ عَشَاهْ مِنْ عِبُّه مَانْتَش أَرْحَمْ مِنْ رَبُّه»
الشوف: الرؤية، والدبّ هنا: الضرب. والعبّ (بكسر الأوّل): جيب القميص، أي ما يلي الصدر منه، وكثيرًا ما يحملون فيه بعض الأشياء فيكون لهم كالعيبة، وليس المقصود الحض على الأذى ولكن بيان ما يعتقدونه في أن ذوي العاهات يستحقونها.
٥۹٢ - «إنْ شُفْت الْمِزَيِّنْ بِيِحْلَقْ لِحْيِة جَارَكْ صّبِّنْ لِحْيَتَكْ»
لا يعبّرون باللحية إلّا في الأمثال ونحوها. ويقولون في غيرها: دَقْن. ومعنى شفت رأيت. والمزين (بكسر أوله والصواب ضمّه): يریدون به الحلّاق. والمعنى: إن رأيت الحلّاق يحلق لحية جارك تهيّأ أنت لحلق لحيتك واغمرها بالصابون، فقد يقع لك ما وقع له. يضرب في وجوب الاعتبار بالغير والتنبه للنُذُر. وهو كقول القائل:
من حُلقت لحية جارٍ له
فليسب الماء على لحيتهْ
وفي معناه قولهم: (أن حلق جارك بِلّ انت) وقد تقدّم.
٥۹۳ - «إنْ شُفْت مِنْ جُوَّهْ بِكِيتْ لَمَّا عْمِيتْ»
جُوّه أو جوا (بضم الأوّل): داخل الشيء. والعرب تطلق الجَوّ (بفتح الأوّل) على داخل البيت وتقول فيه: الجَوَّاني أيضًا. والمراد لا يغرّنّك الظاهر فإنّك لو رأيت