صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/46

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٨
الأمثال العامية

١٤١ - «أَصل الشَّر فِعلِ الخْيرْ»
أي قد يكون ذلك فقد تحسن إلى شخص فيكون إحسانك إليه سببًا لإساءته لك. وقالوا أيضا: (خير ماعملنا والشر جانا منين) وسيأتي. وانظر قولهم: (خير تعمل شر تلقى). ومن أمثال العرب: «عارية أكسبت أهلها ذمًا» يضرب للرجل يحسن إليه فيذم المحسن.
١٤٢ - «إِضْحَكْ والضِّحْكْ رِخِيصْ قَبْلِ مَا يِغْلى ويِبْقَى يِتَلالِيسْ»
أي اغتنم من الزمان ما جاد لك به من الصفو والسرور قبل أن يقلب لك ظهر المجن ويغلو من الضحك فلا تجده ولي بذلت فيه تلاليس من المال. وقد جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع.
١٤٣ - «إِضْرَب إِبْنَكْ وِاحْسِنْ أَدَبُهْ مَا يْمُوتْ إلَّا لَمَّا يِفْرَغْ أَجَلُهْ»
يضرب في الحث على تأديب الأولاد وفيه الإتيان بالباء مع اللام في السجع وهو قبيح. وانظر في معناه: (اكسر للعيل ضلع) الخ. والمراد ليس من الشفقة عدم تأديب ولدك و تقويمه. ولله در العرب في قولها: «أشفق على ولدك من إشفاقك عليه» أورده جعفر ابن شمس الخلافة في كتاب الآداب1.
١٤٤ - «إِضْرِبْ الأَرْض تِطْرَحْ بَطِّيخْ»
يضرب للأمر بالمستحيل، أي إنك بتكليفك لى عمل الشيء المستحيل كمن يأمر آخر بضرب الأرض لتنبت بطيخا وإذا كنت في شك فافعل واضرب ما تشاء.
١٤٥ - «إِضْرِبْ البَرِيء لّمَّا يقِرّ الْمَتْهُومْ»
أي إذا ضربت البريء وشددت عليه فإن ذلك يرهب المتهم. أي صاحب الذنب فيعترف لك، و«لمَّا» هنا يستعملونها بمعنی حتی. والظاهر أنهم كانوا يرون هذا الرأي فيما مضى فهو مبني على ما كانوا يعتقدونه صوابًا وهو في معنی:
* كالثور يضرب لما عافت البقر *

  1. ص ٦٢