صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/571

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٥٥٣
الأمثال العامية

٣١٦٧ - «يِفْتَحُوهَا الْفِيرَانْ يِقَعُوا فِيهَا التِّيرَانْ»
التيران (بالمثناة التحتية): جمع طور بالطاء، وهو الثور، وذلك من غريب أمرهم في الجموع. والمعنى يحفر الفيران الحفر فتعثر فيها الثيران. وفي معناه قولهم: (يعملوها الصغار يقعوا فيها الكبار) وقد تقدّم وتكلمنا عليه في موضعه.
٣١٦٨ - «يُفُوتَكْ مِنِ الْكَدَّابْ سِدْق كْتِيرْ»
السدق: الصدق؛ أي: كثير الكذب لا بد من أن يكون صادقاً في بعض ما يروي، إذ لا يتصور أن يكذب في كل شيء، فإذا طرحت كلامه وضربت عنه صفحاً فقد يفوتك منه صدق كثير قد تكون في حاجة لمعرفته. ومن أمثال العرب: (إنّ الكذوبَ قد يَصْدُق) وفي العقد الفريد لابن عبد ربه: (من عرف بالكذب جاز صدقه)1 والذي في أمثال الميداني: (من عرف بالصدق جاز كذبه ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه) أي بعكس ما في العقد.
٣١٦٩ - «يِقْتِلِ الْقَتِيلْ وِيِمْشِي فِي جَنَازْتُهْ»
الجنازة قليلة الاستعمال عندهم إلا في نحو الأمثال، وأكثر ما يستعملون في معناها المشهد. يضرب لمن بلغ في الدهاء مبلغاً عظيماً.
٣١٧٠ - «يِقِيمْ السِّطِيحَهْ وِيْهِدِّ الشَّمْخِ الْعَالِي»
السطيحة: الشيء المسطوح. والشمخ (بفتح فسكون): الشامخ، أي الصرح العالي. والمعنى قدرة الله تعالى غير عاجزة عن أن تقيم المسطوح وتدك الشامخ، ومرادهم بالسطيحة: المريض المتناهي في الضعف، وبالشمخ الصحيح القويّ المرفوع الرأس. أي قد يسلم المريض المشرف على الهلاك ويموت السليم القويّ.
۳۱۷۱ - «يِكُبُّوا الْقَهْوَهْ مِنْ عَمَاهُمْ وِيْقُولُوا خِيرْ مِنَ الله جَاهُمْ»
الكب: الصَّبُّ والإِراقة، والعامة تستبشر إذا أريق شيء من قهوة البن على الثياب بغير قصد، ويستدلون به على خير يصيبهم. والمعنى يريقون القهوة على ثيابهم بسبب ضعف النظر، ثم يزعمون أنها أريقت بلا قصد لخير سينالهم. يُضرَب لمن يحاول ستر عثرته بأعذار باطلة.

  1. ج ١ أواخر ص ۲۳۲.