صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/63

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٤٥
الأمثال العامية

للكريم يغنى عن التصريح. والعرب تقول فى أمثالها: (عَرِّضْ للكريم ولا تُبَاحِتْ) والبحت: الصرف الخالص، أى لا تبين حاجتك له ولا تصرّح فإن التعريض يكفيه.
٢٤١ - «الله يِخَلِّيكْ يَا قَفَايَا إللِّى مَا حَدِّ سَكِّكْ»
يضرب لمن يعاشر الناس بالحسنى ولا يعرض نفسه للإهانة فيعيش سالمًا من الأذى.
۲٤۲ - «إللِّى انْتَ خَايفْ مِنُّهْ هَلْبَتّْ عنُّهْ»
هلبتّ يريدون بها لا بُدّ، وهي محرّفة عن هل بدّ، أى ما تخشى وقوعه لا بدّ أن يقع وذلك من نكد الدنيا، فهو قريب من قول أبي العلاء المعرّى:
إلى الله أشكو أني كل ليلة
إذا نمت لم أعدم طوارق أوهامی
فإن كان شرًّا فهو لا به واقع
وإن كان خيرًا فهو أضغاث أحلام
وانظر قولهم: (إللّى منّه هلبتّْ عنّه).
۲٤۳ - «إللِّى أّوَّلُهْ شَرْطْ آخْرُهْ نُورْ»
معناه ظاهر، ويروى: (آخره سلامهْ) وهو بهذه الرواية قديم نظمه الشهاب المنصوري فى قوله من مقطوع:
ما كان أوله على شرط فآخره سلامهْ1
وانظر ما ورد بمعناه الأمثال العاميّة فى قولهم: (الشرط عند التقاوى) الخ فى الشين المعجمة.
۲٤٤ - «إللِّى إيدِی مَا هِي فِى مَرْجُونتُه لَا عَلَى بَالِى مِنُّه وَلَا مِنْ جُودْتُهْ»
الإيد (بكسر الأوّل): اليد. والمرجونة (بفتح فسكون فضمّ) وعاء من خوص مجدول. والمراد من لا تمدّ يدي إلى وعائه، أى من لم أحتج إليه وإلى سؤاله فلست أبالى به وبجوده فلا يفخرنّ على بأنه الجواد الكريم. وقد يراد به من لم يحبنى لا أبالى بجوده. ويرويه بعضهم: (اللّى ما يدّى من مرجونته ما علىّ منّه ولا من جودته) ومعناه عندهم من لم يعط من ماله لا فضل له على أحد لأنه يجود بمال غيره

  1. الطراز المنقوش رقم ١٩٥٩ تاريخ ص ٩٠.