صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/65

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٤٧
الأمثال العامية

۲٤۹ - «إِللِّى بِيْرُوح مَا بْيِرْجَعْشْ»
أي الذي يذهب لا يعود، وهو مبني على ما هو قائم في نفوس الناس من الولوع بمدح الماضي والحنين إلى ما انقضى من أحوالهم وإطراء من يموت منهم، وليس المراد مجرد الإخبار بأن الذاهب لا يعود لأنه أمر معلوم بالبديهة وإنما مرادهم لا يأتي مثله ولا يخلف في فضائله ومزاياه.
۲٥٥ - «إِللِّي بِيْغَايِرْ مَا عَلَى بَالُوشْ من إِللِّي دَايرْ»
أي من يلوم على أمر ويراه سبّة لنا لا يعرف الحامل لنا عليه ولا يلقي باله إليه ولو عرفه ما أنكره علينا، ويضرب أيضًا في معنى أن من كان هذا دأبه لا يلقي باله لحقيقة الحال بل يأخذ بالظواهر فقط، هكذا يذهب بعضهم في معنى هذا المثل ويضربه فيه، ويذهب غيره إلى أن المراد بلفظ يعاير من ينظر عيار الدقيق في الطاحون أهو خشن أم ناعم، فهو منصرف لذلك لا يفكر في الدابة التي تدير الطاحون ولا في تعبها والمعنى من يقُم في أمر باليسير منه لا يشعر بتعب من يقوم بالصعب فيه.
۲٥۱ - «إِللِّي بِيْقُولْ حُهْ يسُوقِ العُجُول الْكُلّ»
أي كلمة تكفي للجميع فلا عناء في الأمر ولا تهولنّك الكثرة، ومتى كنت قائلا هذه الكلمة فهي كافية ولا تخشى أن تكلف زيادة عن ذلك. وانظر: (قوله حاتسوق الحمير كلّهم).
۲٥۲ - «إِللِّي تْأَكِّلُه يشُوفَكْ يجُوعْ»
أي من تعود منك الطعام إذا رآك دبّ فيه الجوع. وهو مثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (كل من عوّدته بأكلك كلّما نطرك جاع)1 وانظر: إِللِّي واخد على أكلك، الخ و سيأتي.
۲٥۳ - «إِللِّي تِتْغَيَّر مَحبَّتُهْ تِتْغَيَّر مِخَدِّتُهْ»
أي من تغيرت محبته لزوجته غير وسادته والمراد فارقها وتزوج غيرها والفصحاء يعبرون عن ذلك بتجديد الفراش.

  1. ج ١ ص ٤٦