صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/17

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٧ –

الذي يجزم العقل بلزومه، وعدم انفكاكه من المدلول المطابقي. ولزومُ الشيء للشيء قد يوقف الجزم به على اقامة البرهان، ويسمى لازماً غير بيّن، كمساواة زوايا المثلث لقائمتين، فإن العقل لا يجزم بلزوم ذلك لكل مثلث إلا إذا اطلع على البرهان المثبت له، وقد لا يتوقف فيسمى بيّنًا، وهو نوعان: فمنه ما يتوقف الجزم باللزوم فيه على تصور اللازم والملزوم، ويسمَّى بيّنًا بالمعنى الأعم، ومنه ما يكون تصور الملزوم وحده كافيًا في تصور اللازم والجزم باللزوم، ويسمى بيّنًا بالمعنى الأخص. والحق أن المدلول الإلتزامي هو هذا الأخير، لأنه هو الذي يفهم من اللفظ لا أطلق، وذلك قوله: «وَعَلَى مَا يُلاَزِمُهُ فِي الذَّهْنِ بِالاِلْتِزَامِ». والله أعلم بالصواب.

(والدلالة فعلية وعقلية وطبيعية ووضعية)

الدلالة اللفظية - وهي كون اللفظ بحيث يفهم منه معنى - إما أن تستند إلى مجرد العقل أو لا. فإن استندت إلى مجرد العقل فهي عقلية، كمن سمع لفظًا من شبح في ظلام الليل، فإنه يفهم أن اللافظ إنسان وأنه حيّ، فالإنسانية والحياة مدلولان للصوت المسموع، لا لأن اللفظ المسموع موضوع لهما، وإنما ذلك لأن العقل يحكم بأن التلفظ من خواص الإنسان الحيّ. والتي لا تستند إلى مجرد العقل

– ٢ –