صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/38

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٨ –

(وَالرَّسْمُ التَّامُّ وَهْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ الْقَرِيبِ وَخَوَاصِّهِ الَّلاَزِمَةِ لَهُ كَالحَيَوانِ الضَّاحِكِ فِي تَعْرِيْفِ الْإِنْسَانِ، وَالرَّسْمُ النَّاقِصُ وَهَوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ عَرَضِيَّاتٍ تَخْتَصُّ جُمْلَتُهَا بِحَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ كَقَوْلِنَا فِي تَعْرِيفِ الْإِنْسَانِ إِنَّهُ مَاشٍ عَلَى قَدَمَيْهِ عِرِيضُ الْأَظْفَارِ بَادِي الْبَشَرَةِ مُسْتَقِيمُ الْقَامَةِ ضَحَّاكٌ بِالطَّبْعِ)

قد أسلفنا لك أن معرف الماهية يجب أن يكون مشتملاً على ما يميزها عن جميع ما عداها، وأن المميز إِمَّا ذاتي، وإِمَّا عرضي، وأنه متى كان المميز ذاتياً فالمعرف حد تام إن اشتمل على جميع أجزاء الماهية التي يشاركه فيها غيره، وناقص إن فقد منها شيئاً. أما إذا كان المميز في المعرف عرضياً فالأجدر به أن يسمي رسماً، لأن رسم الدار أثرها وعلامتها، والأعراض كالآثار للمعروضات، فأن اشتمل التعريف على تمام المشترك بين الماهية وبين جميع ما عداها – وهو الجنس القريب – وكان مميزه عن جميع الأغيار عرضياً فهو رسم تام، كالحيوان الضاحك خاصته التي لا توجد في غيره، وإن لم يشتمل على الجنس القريب فهو رسم ناقص، فالرسم الناقص ما كان مميز الماهية