صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/40

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٤٠ –
(الـقضـايـا)

(الْقَضِيَّةُ قَوْلٌ يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ لِقَائِلهِ إِنَّهُ صَادِقٌ فِيهِ أَوْ كَاذِبٌ)

أسلفنا لك أن المركب ناقص، كغلام زيد. وتام انشائي، كطالع درسك ولا تهمل في الطلب، وخبري، كفهمت المسئلة والحياء من الايمان. ويسمى المركب التام الخبري خبراً وقضية. فالقضية هي المركب التام الذي يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب، كما تقول طالعتُ الدرس، فهذا مركب لأنه قد قصد بجزئه الدلالة على جزء معناه، وتام لأنه قد أفاد فائدة يحسن السكوت عليها ويصح أن يقال لك صدقت فيه إذا كنت في الواقع طالعت درسك وأن يقال لك كذبت فيه إذا كنت في الواقع لم تطالعه. وكما تقوله «الشمس طالعة» فهذا مركب وتام ويصح أن يقال لقائله صدقت إذا قال هذا القول نهاراً، وأن يقال له كذبت إذا قال ذلك ليلاً. الفرق بين الخبر والانشاء أن الانشاء لا يصح أن يقال لقائله صدقت ولا كذبت كمن قال لك اقرأ هذا الكتاب ولا تشغل بما لا يعنيك فان الأمر والنهي لا يدلان على وقوع شيء حتى يقبل التصديق والتكذيب بخلاف الخبر الدال على ذلك. (قان قلت) إنا نجد من الأخبار ما يجب أن يقال قائله صدقت كقول الله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وكقوله «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» إلى