صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/86

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٨٦ –

فاخترع لهم أناشيد على نحو ما اعتادوا أن يلهوا به وجعل يعلمهم في طي تلك الأغاني فرائض الإسلام وواجباته وسننه ومندوباته وما يأمر به من الأخلاق الكريمة والشيم الفاضلة فالتفوا حوله زمراً وأفواجاً لا حباً في العلوم الدينية بل تلذذاً بتلك الأناشيد الجميلة ولكن لم يمض على هذا العمل زمن طويل حتى اهتدوا بهديه وأقلعوا عن الرذائل التي قادهم إليها الجهل بأوامر الدين الحنيف. فهذه سيرة أسلافنا الصالحين في إرشاد الأمم إلى الخيري الدنيا والآخرة أحسن الله جزاءهم وشكر لهم ما احتملوا من المصاعب في إرشاد أخوانهم المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ولمثل هذا فليعمل العاملون. نسأل الله جلت قدرته أن يسلك بالعاملين في جميع الأقطار الإسلامية مسلك الاعتدال ومنهج الكمال.

ولكن هذا آخر ما خطه قلم العبد الضعيف المعترف بالعجز والتقصير محمد شاكر الجرجاوي بلداً الحسيني نسباً الحنفي مذهباً الخلوتي طريقة وكان جمع هذه التعليقات بمدينة الإسكندرية في ذی الحجة الحرام سنة ۱۳٢٥ هجرية والحمد لله أولاً وآخراً والصلاة والسلام على سيد الخلق في البداية والنهاية.