صفحة:الإسلام وأصول الحكم -علي عبد -الرازق 1925.pdf/30

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-1- 1) و الخلافة هى حمل الكافة على مقتضى النظار الشرعي الخ ولذلك يقرر ابن خلدون أن الخلافة الخالصة كانت فى الصدر الاول الى آخر عهد على تم صار الامر الى الملك، وبقيت معانى الخلافة من تحرى الدين ومذاهبه ، والجرى على منهاج الحق ، ولم يظهر التغير الا في الوازع الذي كان ديناً ثم انقلاب عصبية وسيفاً . وهكذا كان الامر لعهد معاوية ومروان وابنه عبد الملك ، والصدر الأول من خلفاء بني العباس ، الى الرشيد وبعض ولده ، ثم ذهبت معانى الخلافة ولم يبقى الا اسمها، وصار الأمر ملكا بحثاً وجرت طبيعة التغلب الى غايتها ، واستعملت في أغراضها ، من القهر والتغلب في الشهوات والملاذ ، وهكذا كان الأمر لولد عبد الملك ، ولمن جاء بعد الرشيد من بني العباس ، واسم الخلافة باقيا فيهم لبقاء عصبية العرب ، والخلافة والملك في الطورين ملتبس بعضهما ببعض ، ثم ذهب الخلافة وأثرها بذهاب عصبية العرب وفناء جيلهم ، وتلاشى احوالهم ، وبقى الأمر ملكا بحتاً كما كان الشأن في ملوك العجم بالمشرق يدينون بطاعة الخليفة تبركا ، والملك بجميع ألقابه ومناحيه لهم وليس رسم (۲) للخليفة منه شيء الخ) (1) قد كان واجباً عليهم ، اذ أفاضوا على الخليفة كل تلك القوة ، ورفعوه الى ذلك المقام ، وخصوه بكل هذا السلطان ، ان يذكروا لنا مصدر تلك القوة التي زعموها للخليفة ، أتى جاءته ؟ ومن الذى حياه بها، ? وأفاضها عليه ؟ لكنهم أهملوا ذلك البحث ، شأنهم في امثاله من مباحث السياسة (۱) مقدمة ابن خلدون ص ۱۸۰ (۲) راجع ( فصل فى انقلاب الخلافة الى الملك ( ص ١٩١ وما بعدها من مقدمة ابن خلدون