صفحة:التحفة المكتبية.pdf/106

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٠١

الثانى عشر مِن المنصُوبات المفعول من أجله ويسمى المفعُول له

المفعول من أجله هو الاسم المنصوب الذي يذكر بيانا لعلة وقوع الفعل فهُو الغرض الذي لأجله يكون الإقدام على الفعل نحو قولك ضربت ابني تأديبا له وفعلت ذلك مخافة الشر ونحو قوله تعالى ﴿ يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ وقوله ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ وقول الشاعر قال الشاعر

وأَغْفِرُ عَوراءَ الكَرِيمِ ادّخارَهُ
وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللئيمِ تَكَرُّمَا

فكل من قوله ادخاره وتكرما مفعول لأجله وضابطه أنه يصح وقوعه في جواب لِمَ

ويشترط لنصب المفعول لأجله ثلاثة شروط الأول أن يكون مصْدرا من غير جنس العامل فيه الثانى أن يكون فعلا للفاعل الذي علل فعلَه الثالث أن يكون مقارنا لفعله في الوجود فقولك ضربت ابني تأديباً استوفى هذه الشروط لأن تأديباً اسم وقع بيانا لسبب وقوع الضرب وهو مصْدر من غير جنس العامل إذ التأديب ليس من جنس الضرب وقد اتحد أيضاً بالفاعل فإن فاعل الضرب هو فاعل التأديب فإذا فقد شرْط من هذه الشروط وجَبَ الجر بالحرف الدال على التعليل وهو اللام أو ما يقوم مقامها وهو من وفي

مثال ما فقد فيه الشرط الأول جئتك للسمن واللبن فقد جر باللام لأن السّمن ليس بمصْدر ومثال ماإذا لم يكن فعلاً للفاعل الذي علل فعله قولك جنتك لإكرامك إياى وجئتك لإكرامك الزائر لأن الإكرام ليسَ بفعْلك ومثله قولك أحسنت إليك لإحسانك لي لاختلاف الفاعل لأن فاعل الإحسان الثاني غير الأول ومثال فقد الشرط الثالث جئت اليوم لإكرامك لي غدا وخرجت اليوم لمخاصمتى زيداً أمس لأن الاكرام لم يقارن المجيء في الوجود وكذلك المخاصمة لم تقارن الخروج في الوجود ففي

م ٢٦ ق