صفحة:التحفة المكتبية.pdf/109

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٠٤

الخوف والطمع بالإخافة والإطماع وهما صادران من الله تعالى أو أن الكلام على تقدير مضاف أي يريكم البرق إرادة الخوف والطمع والإرادة من صفات الله تعالى فبهذا التقدير أو التأويل يتجه الاتحاد في الفاعل

الثالث عشر من المنصوبات المفعول معه

وهو الاسم الفضلة الواقع بعد واو المعيّة المسبوقة بفعل ظاهر نحو سرت والنيل أو مقدر نحو كيف أنت وزيدا أي كيف تصنع أنت وزيدا أو المسبوقة باسم فيه معنى الفعل وحروفه نحوأنا سَائر والنيل وأنا ماش والطريق والأصح أن الناصب للمفعول معَه الفعل أو الاسم الذي فيه معنى الفعل لكن بواسطة الواو لأنه قاصر وليسَت الواو ناصبة وإنما هي أشبه بأداة التعدية وينقسم المفعول معه إلى قسْمين قسم لا يمتنع معه العطف لكن يعرض عن العطف لقصد النص على المعية فينصب على أنه مفعول معه نحو قولك جاء الأمير والجيش أي جاء الأمير مع الجيش فهوَ بالنصب لقصد المعية فلا يمتنع العطف فيه بل يجوز أن يقال جاء الأمير والجيش بالرفع عطفا على الأمير فيكون المعنى جاء الأمير وجاء الجيش بدون تعرض للمعية وعدمها وقسم يمتنع فيه العطف نحو استوى الماء والخشبة فيمتنع أن ترفعه ليكون معطوفا على الماء لأن الخشبة لا تستوي وإنما يستوي الماءأن يصل إليها بعد أن كان منخفضا فارتفع والخشبة مازالت بحالتها فمن هذا يفهم أن معنى كونه مفعولا معه أنه صاحب الفاعل عند الفعل سواء ثبت له الفعل أيضاً أولا فحينئذ يحسن العطف كجاء الأمير والجيش أو ثبت الفعل للفاعل فقط نحو سرت والنيل واستوي الماء والخشبة ومنه قوله تعالى ﴿ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ﴾ ومنه قولهم ما شأنك وزيدا أي ما كان شأنك مع زيد ومالك وعمراً والمعنى ما تصنع معه ومنه حسبك وزيد درهم أي يكفيك معه درهم

فمدار المفعول معه على أن يكون الكلام قد تضمن فعلا أو ما فيه معنى

الفعل