صفحة:التحفة المكتبية.pdf/124

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١١٩

نحو قولك كالبدر والذي كزيد أخوك وتكون اسما نحو يضحكن عن كالبرد أي مثل البرد أي عن ثنايا مثل البرد الثالث عشر والرابع عشر مذ ومُنذ ومعناها ابتداء الغاية في الزمان الماضي كقولك ما رأيته هذه يوم الجمعة ومنذ يوم السبت ويكونان اسمين ويرفع ما بعدهما سواء أريد بهما أول المدة أو جمعيها نحو ما رأيته مذ يوم الجمعة ومُذ يومانٍ ويجوز الجر وإذا وقع بعد أحدهما فعل كان ظرفا نحو حضرت مُذ قام زيد ومنذ جاء عمرو والثلاثة الباقية تكون تارة حروفا جارة وتارة أفعالاً


الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر خَلاَ وعدا وحاشا ومعناها الاستثناء نحو قام القوم خلا زيد وعدا عمرو وحاشا بكرٍ بالجر وتكون أفعالا ماضية فينتصب ما بعدها ومن الجر بحاشا قول الشاعر:

حاشى أبي ثوبان إنّ به
ضنّا عن الملحاة والشّتم

وأما قوله تعالى ﴿ حَاشَ لِلَّهِ ﴾ فمعناه انزّه الله تنزيها من كل سوء فهو واقع موقع المصدر ونحذف ألف حاشا كما قرئ حاش لله بدون ألف وقرئ أيضاً حاشا لله بالتنوين وزاد بعضهم من حروف الجر لولا وجعلها تجرّ الضمير نحو لولاك ولولاه فتكون شبيهة بالزائد والضمير المتصل بها نائب عن المنفصل يعرب مبتدأ وبعضهم زاد لعل في لغة هذيل نحو قوله:

لعلّ الله فضّلكم علينا
بشيء أنّ أمّكم شريم

فهي أيضاً حرف جر شبيه بالزائد وسائر حروف الجر لا بدلها من متعلق تتعاق به فعلاً كان أو معنى الفعل إلا ما كان زائداً منها أو شبيها بالزايد وهو المنظوم في قول بعضهم

وكل حروف الجر تبغي تعلقا
سوى ستة عن حفظها ليس يستغنى