صفحة:التحفة المكتبية.pdf/127

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٢٢

الوصف إلى معمُوله على نية الانفصَال

ثم ان الإضافة المعنوية يقال لها إضافة حقيقة لا فادتها تعريف المضاف أو تخصيصه ولا تخلو من أن تكون بمعنى اللام نحو غلام زيد ودار عمْرو ومال خالد وأرض الله أو بمعنى من نحو قولك خاتم فضة وسوار ذهب وثياب سندس وباب سَاج وهي إضافة الشيء إلى جنسه ويصح أن يخبر فيها بالاسم الثاني عن الأول فيقال الخاتم فضة والسوار ذهب أو تكون بمعنى في نحو مكر الليل ومن الإضافة التي بمعنى اللام نحو قولك أبو بكر بن ابي قحافة صاحب رسول الله ورفيقه في الغار أي اب لبكر ابن لابي قحافة صاحب رسول الله ورفيق له في الغار ومن الإضافة التي بمعنى من قولك هذا رطل زيت وكيل قمح وذراع أرض وثلاثة رجال أي رطل من زيت وكيل من قمح وثلاثة من رجال فجميع إضافة الأعداد إلى المعدودات والمقادير إلى المقدرات إضافة معنوية بمعنى من واما الأضافة التي بمعنى في فضا بطها ان يكون المضاف إليه ظرفا للمضاف

ومتى كانت الإضافة معنوية فان المضاف يتعرف بها إذا كان المضاف إليه معرفة ولا يجوز دخول الألف واللام عليه فلو قلت في غلام زيد الغلام زيد لم يجز لان التعريف قد حصل بالاضافة فاستغنى بها عن لام التعريف بخلاف الإضافة اللفظية غير الحقيقية فهى في تقدير الانفصال فلم يتعرف المضاف ولو اضيف إلى المعرفة تقول مررت برجل ضارب زيد وبرجل معمُور الدار وجاءني رجل حسَنُ الوجه فوقع صفة للنكرة قال تعالى ﴿ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ ﴾ ولو كانت الإضافة حقيقية لما جاز أن تقع صفة للنكرة لان الصفة تتبع الموصوف تعريفاً وتنكيراً

وإضافة