صفحة:التحفة المكتبية.pdf/128

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢٣

وإضافة اسم الفاعل إلى المفعول إنما تكون لفظية إذا اريد بها الحال أو الاستقبال كما تقدم وأما إذا أريد بها المُضي أو الدوام كانت معنوية ومفيدة للتعريف نحو قوله تعالى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ وقوله تعالى ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ﴾ وقوله تعالى ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ بعد قوله تعالى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فهو صفة لله تعالى

ويستنى من الأسماء التي تتعرف بالإضافة إلى المعرفة إضافة معنوية ثلاثة اسماء متوغلة في الإبهام وهي غير ومثل وشبه فان هذه الأسماء لا تتعرف وان اضيفت إلى المعارف ولهذا تقع صفات للنكرات في هذه الحالة تقول مَررت برجل غيرك ومررت بغلام مثل زيد وشبهه قال تعالى ﴿ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ﴾ قال تعالى ﴿ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ ﴾ وقال ﴿ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ ﴾

النوع الثالث من عوامل الخفض الجر بالتبعية في التوابع الأربعة وهي النعت والعطف والتوكيد والبدل وهي الأسماء التي لا تعرب الا على سبيل التبع لغيرها فحيث تبعت متبوعها في الرفع والنصب فكذلك ينبغي أن تتبعه في حالة الخفض لاجراء التوابع في إعرابها على وتيرة واحدة بدون نظر إلى ان العامل في التابع هو العامل في المتبوع لان هذه العلة موجودة أيضاً في الرفع والنصب ولم تكن موجبة لتقليل الأقسام وبالجملة فالتبعية سبب الجر ان لم تكن جارة

فمثال الخفض بالتبعية في النعت مررت بزيد العاقل ومررت بغلام هند العاقلة ومثال الخفض بها في العطف مررت بزيد وعمرو ومررت بغلامى هند ودعد ومثال الخفض بها في التوكيد