صفحة:التحفة المكتبية.pdf/131

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٢٦


القسمُ الأول في عَوامِل الجزم بالأدواتِ

عَوامِل الجزم للأفعال المضارعة عشرون جازماً وهي نوعان أحدهما ما يجزم فعلاً واحداً وهو ثمانية جوازم والثاني ما يجزم فعلين شرطا وجزاء وهو اثنا عشر جازماً

فأول الجوازم من النوع الأول لم وهي حرف جزم لنفي المضارع وقلب معناه إلى المضى كقوله تعالى ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾

والثاني لمّا وهي حرف جزم لنفي المضارع وقلب معْناه إلى المضىّ كلمْ ويشترط في منفى لما أن يكون متصلا بالحال نحو بل لما يذوقوا عذب أي لم يذوقوه إلى الآن وذوقهم له متوقع.

والثالث ألم وهي مركبة من همزة الاستفهام التقريري ولم النافية الجازمة وبدخول هذه الهمزة عليها صَار مَا بعدها مثبتا كقوله تعالى ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ أي شرحنا لك صدرك فلهذا عطف عليه ووضعنا ومثله ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴾ ومثله أيضاً ﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾

والرابع ألما وهي النافية الجازمة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري ومثالها قول الشاعر

إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا

والخامس لام الامر كقوله تعالى ﴿ لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ﴾

والسادس لام الدعاء التي هي لام الأمر استعملت في الدعاء كقوله تعالى حكاية عن الكفار ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾

والسابع لا الناهية كقوله تعالى ﴿ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ﴾

والثامن لا الدعائيَّة التي هي لا الناهَية استعملت في الدعاء كقوله تعالى ﴿ لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا

رَبَّنَا