صفحة:التحفة المكتبية.pdf/132

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢٧

رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾

وأما جوازم النوع الثاني الاثنا عشر فأولها إِن بكسر الهمزة وسكون النون وهي حرف شرط وجزاءٍ وتعمل ظاهرة ومقَدّرة فمثال عملها ظاهرة قوله تعالى ﴿ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ﴾ ومثال عملها مقدرة ويكون بعد الأشياء التي تجابُ بفاء السّببية إذا حذفت الغاء ما عَد النفي فلا تجزم بعده فيجزم الفعل بأن مضمرة إذا وقع جواباً للأمر نحو زرني أكرمك بالجزم ومنه قوله تعالى ﴿ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ﴾ وهكذا أو مثله ما إذا وقع جوابا النهى في بعض المواضع نحو لا تفعل شرا يكن خيرأً لك ونحو لا تدن من الأسد تسلم بخلاف لا تدن من الأسد ياكلك فلا جزم أو للاستفهام نحو أين بيتك ازرك بالجزم ومنه قوله تعالى ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ ﴾ إلى أن قال ﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ أو للتمنى نحو ليت لى مالاً انفقه أو للعرض نحو الا تنزل عندنا تصب خيراً أو للترجي نحو لعلى اراجع الشيخ يفهمنى المسئلة أو للتحضيض نحو هلا تنزل عندنا تصب خيراً.

وجوازم الجزم في هذه المواضع إنما يكون عند قصد الجزاء فان لم تقصد الجزاء رفعت الفعل وذلك نحو قوله تعالى ﴿ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِ ﴾ فمن قرأ بالرفع جعله صفةً لقوله وليّا وأنه ليس جوابا بالأمر ومن قرا بالجزم جعله جوابا للأمر ومما ورد بالرفع فقط ﴿ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾ فليس المقصود في الأية الجزاء بل الحالية فجملة يلعبون وقعت موقع الحال أي ثم ذرهم في خوضهم لاعبين.

ولعمل ان ظاهرة ومضمرة كانت أمّ الباب بالنسبة لما يجزم فعلين حتى قيل ان الجوازم الاحدى عشر التي هي أسماء شروط جازمة إنمَا