صفحة:التحفة المكتبية.pdf/148

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٤٣

وأداة الشرط إن خاصة نحو ﴿ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾ من قوله تعالى ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾ ففي هذه الأمثلة جواب الشرط الجمل المقرونة بالفاء أو بإذا فالعطف بالجزم إذا وقع يكون على محلها بعد تمامَها

فإن كانت جملة الجواب مصدرة بماضٍ خال عن الفاء نحو ان قام زيد قام عمرو فالجزم محكوم به على محل الفعل وحده وهو قام وكذلك إذا كانت جملة الشرط مصدرة بماض فمحل الجزم له خاصة لا للجملة ولهذا صح عطف المضارع بالجزم على الماضى قبل ذكر فاعله نحو ان قام ويقعد أخوك قام عمرو وفلولا ان المحل لقام وحده للزم عطف المضارع على الجملة قبل تمامها وهو ممنوع. فهذه أمثلة الجزم بتبعية العطف بالحروف وهو عطف النسَق

وأما الجزم في عطف البيان بالنسبة للفعل المجزوم فيكون فيما فيه أي التفسرية نحو ان يرتحل زيد أي يسافر أتبَعه فيسافر تفسير ليرتحل مجزوم بتبعية عطف البيان وقد يكون في تفسير الفعل المحذوف في الإشتغال بدون أي نحو قول الشاعر

فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن
ومن لا نجره يُمِس منا مُروّعا

فنؤمنه فعل مفسّر لنؤمن قبل نحن محذوفاً مجزوماً بمن والأصل من نؤمن نؤمنه فلما حذف نؤمن برز الضمير وهو نحن فالمفسّرُ بهذا المعنى من قبيل عطف البيان لان المفسر بكسر السين يتبع المفسر بفتحها في إعرابه

وأمّا الجزم بتبعية البدل الذي هو في الحقيقة على نية تكرار العامل فيكون في أقسام البدل إلا بدل البعض من الكل إذ الفعل