صفحة:التحفة المكتبية.pdf/183

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٧٨

وهو المشهور في التفاسير والأعاريب فالجملة فعلية وبسم ظرف لغو متعلق بالفعل والمجرور في محل نصب بذلك الفعل على المفعولية وقدره البصريون اسما فالجملة اسمية وهو أما مبتدأ واسم ظرف لغو متعلق به فحال المجرور نصب على المفعولية وقولهم المصدر لا يعمل محذوف خاص بغير الظرف لتوسعهم فيه والخبر محذوف والأصل ابتدائي بسم الله الخ كائن وأما خبر وبسم ظرف مستقر متعلق به فحل المجرور نصب على المفعولية أيضاً والأصل ابتداءى كائن بسم الله الخ فعلى كلا الاحتمالين المبتدأ وخبره محذوفان إلا ان بسم على الأول متعلق بالمبتدأ وعلى الثاني متعلق بالخبر وينبنى على الوجهين أن حذف المتعلق واجب على الثاني لعمومه دون الأول ورجح مذهب الكوفيين بقلة المحذوف لان المحذوف عليه كلمتان وعلى الثاني ثلاث كلمات وبان الأصل في العمل للافعال وبكثرة التصريح بالمتعلق فعلا كما في آية أقرا باسم ربك وحديث باسمك ربي وضعت جبنى

ثم ان كان المراد بلفظ الجلالة الذات إلا قدس فاصافة اسم إليه حقيقية وان اريد به اللفظ فالإضافة بيانية ويكون في ارجاع الضمير المستتر في الرحمن الرحيم له بمعنى الذات استخذاك والرحمن الرحيم نعتان واشتهر فيهما بحسب الإعراب تسعة أوجه جرهما ورفعهما ونصبهما ورفع الأول ونصب الثاني وبالعكس ورفع الثاني ونصبه مع جر الأوب ويمتنع منها جر الرحيم مع نصب الرحمن أو رفعه واعترض ذلك بجواز الأعتراض بين الصفته والموصوف كما في قوله تعالى ﴿ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ واجيب بأن المنع ليس من حيث الاعتراض بل من حيث أن في القطع ثم الاتباع رجوعاً للشيء بعد الانصراف عنه ومن حيث ان التابع أشد ارتباطاً به فكيف يؤخر عن المقطوع وجعل الرحمن نعتاً مبنى على أن كلا من الرحمن الرحيم صفة

مشبهة